الأحد، 10 يناير 2010

الحبيب العلامة أبو المواهب عقيل بن عمر باعمر باعلوي الظفاري


بعد فترة غياب طويلة بسبب المشاغل التي منعتني من الاستمرار في التدوين بعد ان حاولت في الفترة الماضية تجميع بعض الابحاث والدراسات عن تاريخ المنطقة اعود اليوم واطرح ترجمة لاحد علماء ظفار من احد مواقع شبكة الانرتنت.
انه السيد المعروف في ظفار باسم عقيل بن عمران المتوفى سنة 1062 هـ وللعلامة الحبيب عقيل بن عمران الكثير من المؤلفات والاعمال الجليلة في خدمة الدين والمجتمع وبنى احفاده في حوالي سنة 1188 هـ المسجد المعروف باسم مسجد عقيل تخليدا لذكرى هذا الشيخ القطب والان انقل لكم الترجمة


ترجمه السيد العلامة عقيل بن عمر (عمران) بن عبد الله باعمر باعلوي الظفاري )


نفعنا الله به و بعلومه في الدارين



نسبه الشريف:
هو السيد الشريف العلوي الحسيني العلامة أبو المواهب الحبيب عقيل( توفى محرم 1062 هجرية) بن عمر(توفى مستهل شهر رجب 1045 هجرية في ظفار و دفن بمقبرة الشيخ عبدالرحمن بعوقد ظفار من الجهة الشمالية ) بن عبدالله بن علي بن عمر بن سالم بن محمد الرخيلة (ولد بتريم و تزوج الشريفة علوية القارة الصغرى بنت الإمام عبدالرحمن السقاف بن محمد مولى الدويلة) بن عمربن علي بن عمر مولى الدابه ( ولد بتريم و توفي بها سنة 743 هجرية) بن أحمد الشهيد(ولد بتريم سنة 610 هجرية و دفن بمسجد باقشير بقسم /حضرموت سنة 706 هجرية) بن محمد الفقيه المقدم قطب الطريقة العلوية و مؤسسها(ولد بتريم عام 574 هجرية و توفي بذي الحجة 653 هجرية، تزوج الشريفة زينب أم الفقراء بنت أحمد بن محمد صاحب مرباط ) بن علي بن محمد صاحب مرباط( الجد الجامع لجميع السادة آل باعلوي الكرام،ولد بتريم و توفي بمرباط سنة 556 هجرية) رضي الله عنهم أجمعين.

قال تلميذه الحبيب محمد بن أبي بكر الشلي رضى الله عنه في كتابه المشرع الروي في ترجمته للسيد عقيل باعمر باعلوي:

كنيته أبو المواهب، الشهير بالمشارق والمغارب، مربي المريدين، دليل السالكين، أحد العباد المشمرين. الذي هيأ أسباب الرشد و الهداية، و أنال الطالبين الرشد و الدراية، شيخ الإسلام و قدوة الأنام و علم الأعلام، ولد رضي الله عنه بقرية الرباط من قرى ظفار الحبوظي، سنة 1001هـ، و حفظ القرآن المجيد على طريقة التجويد، واشتغل بطلب الفضائل، و صحبة العارفين الأماثل، فأول سماعه و هو ابن عشر سنين من السيد الجليل شهاب الدين أحمد بن محمد الهادي بن شهاب الدين بظفار، وأخذ عنه وعن غيره من العلماء.
سياحاته:

و كان له في ابتداء أمره سياحات، وعظيم اجتهادات، فكان ينعزل عند قبر جده الأعلى محمد بن على بمرباط المدة المديدة، و كذلك عند قبر العارف بالله تعالى صاحب حاسك، وربما تعبد في بعض الجبال قريب البلاد،

سنده خرقته الصوفية:

ثم اشتاق للارتحال، لبلوغ المقاصد و الآمال، فارتحل إلى الديار الحضرمية، فلقي بها من السادة العلوية، وأئمة المهدية، ما نال بسببهم كل امنية، وأخذ بتريم عن تاج العارفين، الشيخ زين العابدين، العيدروس و أخيه الشيخ شيخ وابن أخيه شيخنا شيخ الإسلام عبدالرحمن السقاف العيدروس، وأخذ عن السيد الجليل محمد الهادي ابن عبدالرحمن ولازمه ملازمة تامة، وأخذ عنه عدة علوم، ولبس الخرقة الشريفة من هؤلاء المذكورين و تفقه على شيخنا القاضي السيد أحمد بن حسن بلفقيه، وأخذ التصوف و الحقائق عن السيد الجليل أبي بكر الجنيد وعلي بن عمر بن عبدالله باهارون بروغة، و صحب السيدين العظيمين الحسن و الحسين ابني الشيخ أبي بكر بن سالم بعينات، وغيرهما من أولاده، وأخذ عن الشيخ حسن باشعيب بالواسطة، ثم رحل إلى اليمن للسيد العارف بالله تعالى عبدالله بن علي بن حسن، ثم رحل إلى الحرمين الشريفين وأدى النسكين العظيمين، سنة 1033هـ و حضر دروس شيخ مشايخنا السيد عمر بن عبدالرحيم البصري الفقيه وغيرها، واخذ عن الشيخ الكبير أحمد بن علان و السيد الجليل علي بن عبدالله باهارون، و العارف بالله سعيد بابقي وغيرهم،

ثم رحل لطيبة لزيارة القبر المكرم، فزار جده محمداً (صلى الله عليه و سلم) ، وأخذ بها عن جماعة من العارفين، ثم دعا إلى شيخه العارف بالله تعالى عبدالله بن على بالوهط و لازمه ملازمة تامة، و أخذ عنه علوماً خاصة وعامة، وحظي عنده حتى صار من أعيان أصحابه و خواص أحبابه، وألبسه الخرقة الشريفة،
ولما ألبسه قال فيه:
لبست تلك الخرقة الأنيقة ****** و حزت أسرار لها دقيقة
فهمت ما قد لاح أو تلالا ****** من نور تلك البرقة المشيقة
وأنت مخطوب لسر معنى ****** أهل الطريقة صرت والحقيقة

عودته لبلده ظفار :

ثم عاد إلى مدينة تريم بعلم عظيم جسيم، وأخذ عنه جماعة كثيرون عدة فنون، ثم ثنى عنانه وقصد أوطانه، فلما وصل لوطنه ظفار، ألقى بها عصى التسيار، ونصب نسه لنفع الأنام، الخاص منهم والعام، وهداية الرائح والغادي وإرشاد الغاوي، فشاع ذكره وذاع وعم به الانتفاع، وأخذ عنه جماعة كثيرون.

تلاميذه:
و تخرج به علماء عارفون، وصحبه خلائق لايحصون، منهم السيد الصالح الولي ابن عمه عمر بن علي بن عبدالله، وولده السيد الكامل العالم العامل، صاحبنا السيد علي بن عمر بن علي الشهير بإقليم ظفار كالشمس وسط النهار، ومنهم أولاده السادة العارفون أحمد وطه و زين العابدين، و شيخنا عمر بن عبدالرحيم بارجاء الشهير بالخطيب، والشيخ الكبير محمد بلعفيف وأبوه الشيخ أبوبكر صاحب طاقة، و الشيخ أحمد حاسكي بن الشيخ سعد و غيرهم. واجتمعت به في ظفار سنة 1051هـ ، و قرأت عليه كتاب التنوير لابن عطاء، وبعض إحياء علوم الدين، و قرأت عليه تأليفه المسمى (فتح الكريم الغافر في شرح حلية المسافر)، وسمعت بقراءة غيري كتباً كثيرة، وألبسني الخرقة الشريفة بيده الكريمة، وحكمني وأجازني في جميع مروياته، وأذن لي في الإلباس وله مؤلفات مفيدة في علوم عديدة، منها العقيدة، وهي منظومة، و شرحها شيخنا الشيخ أحمد بن محمد المدني الشهير بالقشاشي شرحاً عظيماً، وشرحها أيضاً تلميذه العارف بالله تعالى علي بن عمر باعمر بأبسط من شرح شيخنا، و له شرح على قصيدة العارف بالله تعالى سعيد بن عمر بالحاف، التي مطلعها: لما بدت لي في حلية المسافر سماه فتح الكريم الغافر في شرح حلية المسافر، لم يسبقه غيره إلى نسج مثله، ورتبه على ترتيب السلوك إلى ملك الملوك، مع زيادة أمثلته في معنى السفر الحسي المعنوي. (سوف نطرحه في المنتدى للفائده)

و له نظم بديع الأسلوب تستحسنه المسامع والقلوب، وأكثر نظمه على طريق الصوفية في العلوم الحقائقية، والحضرة الربانية، والحضرة المحمدية، وكان يحب السماع الذي تستحسنه الطباع. وكان له جاه واسع وصيت شاسع، طبق فضله طباق الأرض، وعم نفعه الطول والعرض، لا ترد له شفاعة، وكل من أمره بشيء أجابه بالسمع والطاعة، وكانت أخلاقه شريفة، وشمائله لطيفة، وكان ملجأ للوافدين، وحرماً آمناً للخائفين، وملاذاً للقاصدين، وكان يكرم الضيفان، ويكسو العريان، ويحسن على العام والخاص، والداني والقاص، ويجيب سائله، وينجح وسائله، وكان عن المذنب مغضياً، وإلى الصفح مفضياً، وللعثار مقيلاً، وللحائر دليلاً، وغير ذلك من صفات الكمال، التي يضرب بها الأمثال، وتمتد إليها أعناق الرجال، وكان ملازماً للاستقامة، التي هي أعظم الكرامة، ومن ثم لم تظهر منه الكرامات وخوارق العادات، إلا عند الحاجات و الضرورات.

من أقواله:

وكان يقول شفعت في أهل وقتي من قاف إلى قاف، إشارة إلى أنه أعطي الولاية الكبرى.

مؤلفاته:

1. كتاب: ( فتح الكريم الغفار في شرح حلية المسافر)،كتابنا هذا الذي يظهر للوجود للمرة الأولي بعد ما يقارب الأربعمائة سنة على شبكة الإنترنت

2. له منظومة في العقيدة شرحها شيخنا أحمد بن محمد المدني الشهير بالقشاشي شرحاً عظيماً و شرحها تلميذه العارف بالله تعالى السيد علي بن عمر باعمر باعلوي بإبسط من شرح شيخنا.

3. (( منتخب الزهر و الثمر في غريب الحديث و الأثر))، و هي رسالة في خزانة الرباط بالمملكة المغربية ( 1778 ك) لم نستطع الحصول عليها إلى الآن.. 4. له كثير من النظم في التصوف.

وفاته:

ولم يزل في ظفار سراجاً منيراً، في تلك الديار إلى أن دعاه أجله فلبى، وقضى من الحياة نحباً، وتوفي رحمه الله ليلة الأربعاء لليلتين بقيتا من محرم سنة 1062هـ، وشيعه خلائق لا يحصون، وأسف على فراقه العالمون بقدره و الجاهلون، ودفن بقرية الرباط، التي بلوغ المطالب بها يناط، و قبره بها معروف، و باستجابة الدعاء موصوف، ورثاه تلميذه صاحبنا السيد علي بن عمر بقصيدة أولها:
سلام على من حل في لب خاطري ****** وإن غاب عن عيني شهود النواظر
محب ومحبوب وداعٍ إلى الهدى ****** وفتاق سر السر من قرب قادر

ثم قال في أثنائها:

لئن قيل معروف و بشر وحاتم ****** و سهل مقامات جنيد البواهر
وغزال تصنيف ومحضار سطوة ٍ ****** وجيلان بغداد سما عند غافر
و بسطام أحوال وشبلي وشاذلي ****** أبو الغيث جذبات حظي بالبشائر
ففيه انطوت أحوالهم و تجمعت ****** فصار إماماً في الحقائق ماهـر

وهي طويلة ورثاه غيره أيضاً رحمه الله تعالى. انتهى قول تلميذه صاحب المشرع))


ترجمة الحبيب عقيل باعمر الظفاري بيد مريد آخر:

قال السيد العلامة علي باعمر (المتوفي بظفار 1096 هجرية) عن شيخه السيد العلامة عقيل بن عمران باعمر في كتابه الذي شرح فيه منظومة العقيدة لشيخه:

(( فمن أجل مشايخ سيدي الناظم قدس الله روحه، السيد الشريف قطب دائرة الأولياء وإمام العارفين الأصفياء، عبدالله بن علي بن حسن بن الشيخ علي بن أبي بكر علوي، يعرف بصاحب الوهط لما سكنها، ودفن بها، وكان سيدي الناظم، لما سافر قاصداً حجة الإسلام، وزيارة جده المصطفى عليه أفضل الصلاة والسلام، اجتمع بالسيد عبدالله بن علي، وكان لسيدي محبة صادقة ومودة خالصة في السيد المذكور، مع تحصيل العلم من قريب و شاسع والهمة العالية في تحصيل الأخلاق المحمودة، وطلب الفائدة من أهل العلم والأحوال السنية، فلما رآه السيد عبدالله بهذه المثابة أي الحالة، مع ما سبق له من تخصيص العناية، أحبه وقربه منه، وأتحفه بالسر المصون، كما هو شأن العارفون بالله والعلماء العاملون، وألبسه خرقة التصوف الخاصة، المسماة خرقة الإرادة، واذن له في إلباسها، فأفاض عليه من فيض جوده وكرمه، وسكب عليه من غيث مواهبه و فضله، مما لا يحصى من عظيم العطايا الجزيلة والمقامات العلية، وغرايب المكاشفات والمشاهدات السنية، مالا ينكرها إلا أعمى بصيرة محروم، أو حاسد، من ريح محبة الله وأوليائه مزكوم، ولما ألبسه الخرقة الأنيقة، قال فيه هذه الأبيات وهي أعظم شاهد له بالولاية الكبرى، والسبق في ميدان الخلافة النبوية بلا مراء، نقلتها من خطه الشريف، ولله در شعره : لبست تلك الخرقة الأنيقة وحزت أسراراً لها دقيقة فهمت ما قد لاح أو تلالا من نور تلك البرقة المشيقة وأنت مخطوب لسر معـنى أهل الطريقة صرت والحقيقة ولا يخفى أن المخطوب هو المحبوب، الذي خطبته عناية الله، وشهد له من شهد من أمثاله، والمساوي له في أحواله، ومنهم السيد الشريف العارف بالله تعالى الهمام زين العابدين بن عبدالله بن شيخ العيدروس باعلوي، ألبس سيدي الخرقة، وكتب له اجازته، ومنهم السيد الجليل ذي الأحوال الصادقة والكرامات الخارقة، شهاب الدين أحمد بن محمد الحبشي باعلوي، ومنهم السيد الولي علي باهارون باعلوي، المجاور بمكة المشرفة، ألبسه الخرقة في السنة التي حج فيها، ومنهم الشيخ الكبير والعلم الشهير الصوفي حسن باشعيب، أخذ عنه تلقين الذكر بكيفيته وآدابه المعروفة عند أهله، ومنهم السيد المفضال العلامة الولي الكبير عبد الهادي بن شهاب الدين بن علوي، قرأ عليه سيدي في علم التصوف وغيره، وانتفع به جداً واقتبس من أنواره، وجذبه بمغناطيس أسراره، إلى أن وصل إلى ما وصل ببركته، ومنهم الشريف العلامة المحقق المتفنن عمر بن عبدالرحمن البصري، قرأ عليه أيضاً سيدي في السنة التي حج فيها، وتضلع من علومه السنية وأخلاقه المحمدية، ومنهم الشريف الفقيه العلامة البارع في أشتات العلوم شهاب الدين أحمد بن الهادي علوي، قرأ عليه سيدي في الفقه والحديث وغيرهما، وكان بينهما من التودد والتناصف ما هو مشهور، حتى كأنهما روحان في جسد واحد، وكان يعظم سيدي كثيراً ويثني عليه ثناءً جزيلاً، ومنهم الفقيه الورع المتقن السيد أحمد بن حسين بلفقيه علوي، قرأ عليه سيدي في الفقه وغيره قراءة متقنة يتضح بها التبيين، ويثمر منها علم اليقين وعين اليقين وحق اليقين، ومنهم السيد الشريف الزاهد الولي الخامل الصوفي أبوبكر بن عبدالرحمن بن شهاب الدين علوي، قرأ عليه سيدي في علم التصوف والحديث وغيرهما، وانتفع به كثيراً، ومنهم الشيخ المشهور العلامة أحمد بن إبراهيم علان البكري، أخذ عنه سيدي التصوف وغيره بمكة المشرفة، ومنهم الفقيه المقرئ الشيخ جمال الدين محمد بن عبدالله باقشير الحضرمي، قرأ عليه سيدي في الفقه وغيره مع مذاكرة ومباحثة، ومنهم الفقيه أحمد بن عوض باحضرمي، قرأ عليه أيضاً في الفقه، وغير هؤلاء من العلماء الأعلام والمشايخ العارفين الكرام، وكلهم أثنوا على سيدي ومدحوه وشهروه، وشهدوا له بالولاية الكبرى، واجتمعوا على إثباتها وعظيم خصوصيته، واعترفوا بعلو منزلته، بل شهد له بعضهم بالقطبية، وهو جديرٌ بذلك، وهذا القول منهم اعتناءً به ومحبةً له، لما رأوه مجتهداً في طلب العلوم النافعة، ومشاركاً في جميع فنونها، لكن غلب عليه - نفع الله به- علم التصوف كأمثاله من آل باعلوي الكمّل، وهو المطلوب الأعظم لمن به الله أكرم، وذلك فضل الله يؤتيه من يشاء والله ذو الفضل العظيم)).


(
منقول من موقع رباط الفقراء إلى الله